الخميس، 25 يونيو 2009

ابو سعيدة وطبعة بمبي لعمدة الطالب

الموقف المتناقض للنسابة أبو سعيدة من طبعة بمبي لكتاب عمدة الطالب


قال النسابة حسين أبو سعيدة في كتابه (المشجر الوافي) ق1 ج3 ص557 وهو يتحدث عن اول طبعة لكتاب عمدة الطالب للنسابة أبن عنبة الحسني والمطبوعة في مدينة بمبي الهندية ما نصّه: (ورد خطأ طباعي في طبعة العمدة هذه التي طبعت في النجف سنة 1961م والخطأ هذا من شقين اذ جاء في ص214 ما لفظه: احمد بن الرفاعي والصحيح احمد الرفاعي حسب الطبعة الحجرية في بمبي سنة 1318هـ. أما الشق الثاني فهو: جاء في نفس الصفحة ما


لفظه: (اولاد اولاد اولاده) وهذا يعني ثلاثة وسائط والاصح هو (اولاد اولاده) كما نصت عليه طبعة بمبي. فانتبه لذلك).

وقد فات ابو سعيدة ان طبعة بمبي قد راقتها اخطاء كثيرة مما اقتضى تحقيق هذا الكتاب من جديد واصداره في طبعة جديدة هي الطبعة النجفية سنة 1961م. فالصواب هو ان الاخطاء التي رافقت طبعة بمبي قد تم تلافيها في طبعة النجف المحققة سنة 1961م.

فأما بالنسبة لترجيح ابو سعيد لأسم (احمد الرفاعي) على اسم (احمد بن الرفاعي) بالاستناد لطبعة بمبي هو ترجيح خاطيء لكون جميع الطبعات المحققة التي طبعت ابتداءاً من سنة 1961م فما فوق قد اتفقت على ان المخطوطات المعتبرة قد ذكرت الصيغة (احمد بن الرفاعي) ولذلك ثبتته في طبعاتها. ومن تلك الطبعات:

ـ طبعة عمدة الطالب في النجف الاشرف سنة 1961م بتحقيق السيد محمد حسن آل الطالقاني.
ـ طبعة عمدة الطالب في قم المقدسة سنة 2004م بتحقيق السيد مهدي رجائي.
وقد استعمل المؤرخون القدماء اسم (احمد بن الرفاعي) في وصفه مما يدعم صحة الاسم المطبوع وخطا ترجيح ابو سعيدة. ومن الامثلة على هذا:

ـ قال قاضي القضاة مجير الدين عبد الرحمن العمري العليمي الحنبلي المقدسي في تاريخه "المعتبر في أنباء من عبر": (أبو العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي العباس احمد المعروف بأبن الرفاعي) ، {المصدر: قلائد الجواهر للتادفي ، ص84}
ـ قال أبن خلكان في وفيات الاعيان عند ترجمة الشيخ احمد الرفاعي: (هو أبو العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي العباس أحمد المعروف بابن الرفاعي) ، {المصدر: كتاب"احمد الرفاعي للشيخ يونس السامرائي ، ص30}

يضاف لذلك أن ابو سعيدة نفسه قد اعتمد في كتاب آخر اسم (احمد بن الرفاعي) ، ففي كتاب (الراغب في تشجير عمدة الطالب) تشجير وتعليق (علي أبو سعيدة) وتقديم (حسين ابو سعيدة) وهو من اصدارات مكتبة ابو سعيدة الوثائقية في النجف الاشرف ، نشاهد في صفحة (202) انه ذكر (احمد بن الرفاعي) وليس (احمد الرفاعي).

ونحن إنما نذكر هذه الامور لنوضح للقاريء كيف أن بعض النسابين يتناولون الامور بالمقلوب فجعل من طبعة بمبي ذات الاخطاء الكثيرة وغير المحققة مرجعاً يرجحه على الطبعات الموثوقة والمحققة من الكتاب نفسه !
وأضاف النسابة حسين ابو سعيدة في نفس المصدر المذكور اعلاه ما نصّه: (كما اني شاهدت وثائق خطية وكتباً منها قبل عصر ابن عنبة والاخرى بعده كلها تصرح من دون ايراد أي اشكال ان أحمد الرفاعي من ذرية القاسم بن الحسين العرضي من دون المرور بمحمد). وهذا الكلام فيه مباينة للواقع ، فلنفترض أنَّ هناك وثائق قبل عصر ابن عنبة تنسبه الى (القاسم بن الحسين) ـ وإنْ كنا نشك في وجودها الفعلي ! والرفاعيون انفسهم لا ينتسبون اليوم الى (القاسم بن الحسين) بل الى (الحسن القاسم بن الحسين) ولا يرضون ان يكتفوا بذكر (القاسم وحده) من دون اضافة اسم (الحسن) اليه !! ـ ولنفترض وجود مثل تلك الوثائق الاسطورية بعد عصر ابن عنبة أيضاً ! ولكن هناك مصادر ووثائق اخرى موازية لتلك الوثائق المفترض وجودها تنسب الرفاعيين الى نسب آخر ليس الى فيه القاسم اصلاً ، وفيه ينتسبون الى (محمد بن الحسين) الذي ذكره ابن عنبة في عمدته. ونموذجه النسب الرفاعي المذكور في كتاب بحر الانساب لأبن عميد الدين النجفي بتحقيق الشيخ حسين محمد الرفاعي

ونقرأ فيه: (أحمد بن علي بن يحيى بن ثابت بن حازم بن علي بن الحسين بن المهدي بن أبي القاسم بن محمد بن الحسين بن أحمد الاكبر)
كما أنَّ النسابة حسين ابو سعيدة عليه ان يثبت صحة كلامه بأن يظهر لنا او يدلنا على مصادر تنسب الرفاعيين الى (القاسم بن الحسين) كما أدعى ، وليس الى (الحسن القاسم) لأن الامر في هذه الحالة مختلف.