الخميس، 25 يونيو 2009

الرد على عمر الناصري التكريتي في دفاعه عن نسب الطاغوت

الرد على عمر الناصري التكريتي في دفاعه عن نسب الطاغوت

نشر شخص اسمه (عمر الناصري) في بعض مواقع الانترنيت رداً على موضوعنا (تنزيه النسب العلوي عن إنتساب الطاغوت الدموي) حاول فيه تفنيد الحجج الدامغة التي أوردناها في بحثنا المذكور.

فكان جوابنا وتفنيدنا لكلامه على النحو التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ادعى عمر التكريتي دعاوى عديدة في معرض رده على مقالي (تنزيه النسب العلوي عن انتساب الطاغوت الدموي) ، وأدعاءاته فيها اخطاء كثيرة ودعاوى أخرى بلا دليل ، وفيما يلي استعراض سريع لأخطاءه ودعاويه التي لم يقم عليها دليل مقبول واهم الملاحظات على مقاله:

1. لا يليق بالمسلم استعمال الفاظ من قبيل : (الخبيث الدعي) ... الخ في وصف الآخرين ، فحتى ان كان يعتبرني كافراً فليكن هو مسلم حقيقي ويلتزم بأخلاق الاسلام. ولكن يبدو ان عمر التكريتي بعثي ، والبعثيون ... لا عتب عليهم !

2. عيد النوروز غير مختص بالفرس بل هو عيد قومي للكرد أيضاً ، فهل الكرد أيضاً مجوس واعداء للعرب ؟!

3. لقب الكرخي في العراق غير مقتصر على سكان منطقة الكرخ في بغداد بل هناك عشيرة قيسية في محافظة ديالى هي عشيرة (الكرخية). فليس كل كرخي هو من منطقة الكرخ وليس كل كرخي هو من تلك العشيرة ، فكان ينبغي على عمر التكريتي التوقف في موضوع لقبي. ولا يضرني استعمال لقب (الكرخي) نسبة لمنطقة الكرخ كما لم يضر التابعين وتابعي التابعين من قبل استعمال لقب (المكي) و(المدني) نسبة الى مكة المكرمة والمدينة المنورة ، والا فهل يعتبر ان التابعين وتابعي التابعين هم أيضاً من أبناء النبيط ! وهل من ابناء النبيط من يستعمل لقب التكريتي والموصلي والعاني والراوي والحديثي ! ولو شئتُ لأخبرتك بنسبي العربي وألقمتك حجراً لا تتمكن من ابتلاعه او اخراجه. والفخر الحقيقي هو بالاسلام الذي من حفظه فقد حفظ نسبه.

4. دفاعك عن الطاغية الهالك المقبور صدام لا اجيبك عنه سوى بالدعاء لك بالهداية والتوبة عنه في الدنيا أو أن يحشرك الله سبحانه معه يوم القيامة.

5. ذكرتُ في مقالي ان بعض شيوخ البوناصر قد انكروا ان يكون صدام منهم ، وانت قلت انك لم تسمع بذلك ، والقاعدة المنطقية تقول ان من لا يعلم ليس بحجة على من يعلم.

6. بالنسبة لأسم (سليمان) فلم يقل أحد انه اسطورة ، ويبدو ان عمر التكريتي يفهم كما يريد هواه ، فقد بينت في مقالي ان صدام انتسب الى عائلة عبد الغفور وظن انه عبد الغفور بن عبد القادر ، ثم اكتشف فجأة ان الصحيح هو انه عبد الغفور بن سليمان بن عبد القادر ، فلو كان نسبه حقيقياً لعائلة عبد الغفور لعلم نسبه الصحيح ، وابناء العشائر يحفظون ما لا يقل عن سبعة اسماء من اسماء اجداهم فكيف جهل الطاغية ذلك وهو يدعي انه ابن عشيرة البوناصر ؟

7. كل استشهاد لعمر التكريتي بوثيقة سنة 1071هـ التي يملكها أحد افراد عشيرة آل ناصر وبقية الوثائق التي ذكرها هي استشهادات غير مقبولة ما لم يورد صوراً عن تلك الوثائق ، صوراً مصورة لا تقبل الشك ، حيث انه يزعم امور وبقية الباحثين الذين نقلنا عنهم نقلوا اموراً اخرى. فلا نصدقه الا بأن يظهر لنا صور لتلك الوثيقة وبقية الوثائق.

8. ما نقله عن كتاب (مشاهير الالوية العراقية) لعبد المجيد فهمي ، ليس له أي قيمة تاريخية ، لأن المؤلف في هذا الكتاب زعم أن آل التكريتي في كركوك هم هاشميون وكذلك آل التكريتي في تكريت ! ولم يذكر نسبهم ، ولم يثبت اي شيء سوى هذه الدعوى المفتقرة لدليل.

9. الوثيقة التي ذكر انها في دار الكتب المصرية لا قيمة لها أصلاًُ ، حيث لم يعرف من هو مؤلفها ولا سنة تأليفها ، ولا رقم حفطها في دار الكتب المصرية ليتسنى لنا مراجعتها والتاكد من صحة ما نقله عنها. فكل شيء عنها مجهول ، ولا يمكن القبول بها على هذا النحو.

10. ما نقله عن معجم ثامر العامري لا قيمة له لأن المعجم المذكور قد تم تأليفه في اواخر التسعينيات او بداية الالفية الجديدة اي بعد سنوات عديدة من صدور كتاب الدكتور خاشع المعاضيدي والذي احتوى على اسم (أحمد ناصر الدين) بدلاً من (ناصر) كجد لعشيرة آل ناصر !

11. ما نقله عن المجلة العلمية التركية المطبوعة سنة 1334هـ لا قيمة له ، إذ مجرد ورود اسم شخص يدعى (سيد احمد حمدي نقيب اشراف تكريت وسامراء) لا يعني ان عشيرة آل ناصر رفاعية ، فمن قال ان هذا الشخص من العشيرة المذكورة وما هو الدليل على ذلك ، ومن قال ان ذلك الشخص ليس من اهل سامراء ! ان استشهاده بهكذا مصادر يبين حجم الورطة التي وجد عمر التكريتي نفسه بها فأصبح كالغريق الذي يتعلق بقشة ! فهل تنفعه ؟!

12. ذكر خمسة وثائق ادعى انها تحوي نسب آل ناصر للعائلة الرفاعية ، وهي:
1 ـ وثيقه 1071 هـ المحفوظه لدى السيد نزار الناصري
2ـ وثيقة السيد عمر الحسن جد ال نقيب المذكور
3ـ وثيقه السيد داود اللطيفي من آل ناصر
4ـ وثيقه السيد فالح حمود الناصري
5ـ وثيقة السيد عبد الرزاق منير
ونحن نطالبه طلباً للامانة العلمية ان يبرز لنا صوراً من تلك الوثائق لنتأكد مما ورد فيها ، ونكاد نجزم انه لن يتمكن من ابراز صور لها بسبب الاخطاء الفادحة التي نتوقع وجودها فيها والتي جعلت الباحثين والمؤلفين يعرضون عن ذكرها أو الاشارة إليها. فهذه الوثائق التي ذكرها لا قيمة حقيقية لها فيما يبدو في اثبات النسب الهاشمي المزعوم لعشيرة آل ناصر.

13. قال ما نصّه : (والفارسي نبيل يقول ان النسابين قالو انهم من ناصر بن مقن العبادي ولم يذكر اين من النسابين) ، وهو كذب صريح لأني ذكرت مصدر هذه العبارة في الهامش رقم (11) في مقالي ، وهو كتاب الاصابة في تمييز نسب قبيلة عبادة وتفرعاتها العشائرية لمحمد جعفر العبادي.

14. اتهمني بالكذب حين قلت ان آل ناصر في وثيقة سنة 1071هـ ينتسبون الى عبد الرحمن بن علي بن سيف الدين عثمان ، وعلي المذكور ليس له ابن يدعى عبد الرحمن ! فنسبهم باطل ، ومصدري هو كتاب النجوم الزواهر للرجيبي. فاعترض عمر التكريتي وقال ان وثيقة سنة 1071هـ تنسبهم الى عبد الرحيم بن سيف الدين عثمان ! ولم يذكر دليلاً يؤيد كلامه هذا. فكلامي المستند لمصادر مقبولة من قبل عشيرة آل ناصر يعارضها التكريتي بكلام ليس عليه دليل. فلاحظ ! يضاف لذلك ان الشيخ يونس السامرائي في كتابه (السيد أحمد الرفاعي) ص87 حين ذكرنسب عشيرة آل ناصر فقد ذكر في سلسلة نسبهم (عبد الرحمن بن علي بن سيف الدين عثمان بن حسن بن محمد عسلة). وهو بذلك يتفق مه الرجيبي في النجوم الزواهر بأن آل ناصر ينتسبون هذا النسب الباطل.

15. حاول التمويه على القاريء في موضوع نسب (الحسن القاسم) فقال اني جزئت الاسماء عن الالقاب ، فهم يقولون أنه (6ـ الحسن القاسم بن 5ـ الحسين بن 4ـ أحمد الاكبر بن 3ـ موسى الثاني بن 2ـ ابراهيم المرتضى بن 1ـ الامام موسى الكاظم (عليه السلام)) أليست هذه ستة اسماء أم انه لا يحسن العدّ أيضاً !؟ ستة أسماء في قرن واحد !؟ وهذه القاعدة ذكرها أبن خلدون وارشـد الى جعل لكل قرن ثلاثة آباء لتمتحن الانساب ويتبين الصحيح من الدخيل ، فهل كـان ابن خلدون ايضاً صفوي !!!؟

16. قال في دفاعه عن مزاعم وفاة (الحسن القاسم) سنة 226هـ وكونهم وضعوا له نسباً بستة أجداد في قرن واحد ، كما اشرنا الى ذلك آنفاً ، قال : (ولعلمك ان ال البيت سابقا ومنهم حديثا يزوجون ابنائهم بال 16 سنه فلا غرابه عندما يكون خمسة اشخاص في قرن واحد ومالعجب في ذالك) ! أقول له بأنه لو افترضا جدلاً بأن (الحسن القاسم) وآباءه الخمسة المتبقين قد تزوجوا في سن الـ 16 كما افترض فتكون النتيجة كالتالي بعد معرفتنا بولادة الامام موسى الكاظم (عليه السلام) سنة 128هـ:

الاول يتزوج سنة 144هـ ويلد ابنه البكر في نفس السنة !
الثاني يتزوج سنة 160هـ ويلد أبنه البكر في نفس السنة !
الثالث يتزوج سنة 176هـ ويلد أبنه البكر في نفس السنة !
الرابع يتزوج سنة 192هـ ويلد ابنه البكر في نفس السنة !
الخامس يتزوج سنة 208هـ ويلد ابنه البكر في نفس السنة !
السادس يتزوج سنة 224هـ ويلد ابنه البكر في نفس السنة ! ثم يتوفى سنة 226هـ وهو (الحسن القاسم) المزعوم.
فإذا كان (الحسن القاسم) المزعوم قد ولد سنة 208هـ وتوفي سنة 226هـ فهذا يعني انه مات وعمره (18 سنة) فقط ! فهل تعرفون بماذا وصفوا (الحسن القاسم) المزعوم في وثائقهم الرفاعية ؟! ، لنأخذ مخطوط خلاصة الاكسير للواسطي وهو مخطوط شهير ومن المصادر المعتمدة عند الرفاعيين ، قال في خلاصة الاكسير في وصف (الحسن القاسم) المزعوم ما نصّه: (والعقد النضيد منهم في عمود النسب المبارك الحسن القاسم أبو موسى رئيس بغداد شيخ بني هاشم ، قال أبن ميمون في مشجره ما انجب الطالبيون في عصر الحسن القاسم أعظم منه مقاماً وارفع منزلة... قال ابن الافطس نزل القاسم الحسن مكة ببعض اولاده واقام بها مدة طويلة وله بقية ببغداد ثم عاد بنفسه لبغداد وتوفي بها ودفن في مقابر قريش ، وهذا كله صحيح غير أن وفاته بمكة ، قال ابن ميمون الواسطي والعبيدلي والجوهري وغيرهم نزل الحسن رئيس بغداد مكة ببعض أولاده وأبقى بقية ببغداد وأقام بمكة محفوظ الحرمة موقر المقام حتى مات بها عام ست وعشرين ومائتين ، ثم قالوا وعقبه من رجلين موسى ومحمد أبو القاسم) !!!!! فهل هذا النص يتحدث عن فتى مات وعمره 18 سنة كما يريد ("انصار النسب العلوي للرفاعيين") منّا أن نصدّق ! هل النص يتحدث عن فتى توفي وعمره 18 سنة أم عن شيخ كبير في السن اطلق عليه اسم (شيخ بني هاشم) ، شيخ أقام بمكة مدة طويلة ! كما ان النص يتحدث عن وجود عدد كبير من الاولاد للـ (الحسن القاسم) المزعوم ترك بعضهم في بغداد وترك البعض الآخر في مكة المكرمة ، فكيف استطاع ان ينجب العديد من الاولاد خلال سنتين فقط (124 - 126) هـ !!؟ صحيح انهم قالوا ان عقبه من رجلين فقط ولكن ذلك لا ينفي وجود عدد كبير من الاولاد لم يعقبوا او انقرض عقبهم ،حيث أنَّ النص يشير لوجودهم.
فهل هناك رجل واحد رشيد من الرفاعيين ينتبه لنفسه ويراجع حاله ويتقي ربه ويحكّم عقله ومنطقه وما بين يديه من أدلة ويعلن تنصله عن النسب العلوي المزعوم للعائلة الرفاعية ، وإلا فإنَّ تمسكهم بالنسب المذكور يجعل منهم أضحوكة لدى الآخرين الذين يقرأون هذا الكلام ويعجبون لتهافت كلام الرفاعيين ولا منطقيتهم !
ونضيف لما سبق بيانه ، انّ افتراض ان الامام موسى الكاظم (عليه السلام) قد تزوج وانجب ولده البكر وهو في عمر الـ (18) هو افتراض غير صحيح ، لأن ولادة الامام علي الرضا (عليه السلام) وهو الابن البكر للامام موسى الكاظم (عليه السلام) كانت سنة 148هـ وليست 144هـ كما افترض المخالف ، وعلى ذلك تكون ولادة اخيه ابراهيم المذكور في نسب الرفاعيين بعد سنة 148هـ ! ثم كانت ولادة الامام محمد الجواد (عليه السلام) وهو الابن البكر للامام علي الرضا (عليه السلام) سنة 195هـ وليست سنة 160هـ كما افترض المخالف ، وبذلك نحصل على دليل تأريخي على عدم صحة أن يكون كل شخص قد ولد ابنه في عمر الـ 16 سنة !

وإذا اردنا القليل من التوسع في نقد افتراض ان يكون كل شخص في النسب الرفاعي من الاباء الخمسة للـ (الحسن القاسم) المزعوم قد ولد ابناً ذكراً حينما كان في سن الـ 16 عام ! فهذه الفرضية تتطلب ان يكون كل مولود بكر للآباء الستة المذكورين هم ذكور وليس إناث ، وهذا غير متحقق عادةً في الطبيعة البشرية ، أي ان يكون هناك ستة آباء متسلسلين يولد لكل واحد منهم ابن بكر ذكر وليس أنثى !!! فهل هناك من يتفكر ويتدبر ؟!!

17. حينما قلت ان وثيقة سنة 1071هـ قد اسقطت اسم (المهدي) من نسب آل ناصر ، وان هذا مذكور في صفحة (4) من كتاب النجوم الزواهر ، اعترض بأنه في صفحات اخرى من الكتاب المذكور تم ذكر اسم المهدي ، وذكر الاسم في بقية الصفحات لا يخرج بنا عن الموضوع وهو عدم دقة وصحة وثيقة سنة 1071هـ لكي تكون معتمداً في نسب آل ناصر ، حيث ان بقية صفحات الكتاب اعتمدت مصادر اخرى في ذكرها لأسم (المهدي) في نسب آل ناصر غير وثيقة 1071هـ المشار اليها.

هذه اهم الملاحظات المهم والتي وجدت ان القاريء الكريم بحاجة لمعرفتها لكي تتضح لديه الصورة حول النسب العلوي المزعوم لآل ناصر.
واما بقية كلام عمر التكريتي حول كتاب عمدة الطالب فمردود عليه وليس له قيمة تذكر ، وهو كلام نابع عن تعصبه الواضح المعالم.
والحمد لله رب العالمين.