الخميس، 25 يونيو 2009

تهافت موقف أبو سعيدة من نسب البرزنجية

تهافت موقف النسابة حسين أبو سعيدة من نسب البرزنجية


قال النسابة حسين ابو سعيدة في كتابه (المشجر الوافي) ، الطبعة الثالثة 2004م ، بيروت دار المحجة البيضاء ، صفحة (437) ما نصّه: [(وقد جاء في بحرين للانساب باللغة الكردية انَّ لاسماعيل بن موسى الكاظم (ع) ابناً بأسم (عبد الله) رفع اليه نسب السادات البرزنجية ، بحر الانساب الاول تأليف الشيخ محمود شوريجه والثاني تاليف الشيخ حسن كله زردة. وعلى هذين البحرين وضع السادة البرزنجية في شمال العراق مشجرات نسبهم. وما ذكر في البحرين السابقين من وجود ابن لاسماعيل بأسم عبد الله قد انفردوا وحدهم في هذه المعلومة ، وحالهم كحال غيرهم ممن لديه وثيقة أو كتاب خطي قديم قد رفع فيه نسبه الى أسم جد اعلى يتصل بابناء الامام موسى الكاظم مباشرة أو باحفادهم الصلبيين. واعلم ان مصادر الاثبات التالية (مجد + طق + عمد + تذ + تز + صحا + سج + كشص) لم تذكر لاسماعيل بن الكاظم ابناً بأسم (عبد الله) الذي رفع البرزنجية السادة نسبهم اليه.

فتبقى العهدة العلمية والمسؤولية الشرعية في البرزنجية الى عبد الله بن اسماعيل بن الامام موسى الكاظم تقع على مؤلفي هذين البحرين. واعلم ان السادات البرزنجية لهم انتشار واسع جداً وفيهم العدد الكبير ، فلو أيدنا ما ذهب اليه الشيخان في البحرين يعارضنا القول بأن هذا العدد الكبير لو كان حقاً من عبد الله بن اسماعيل بن الكاظم (ع) لاشتهر هذا المعنى ولوصل لعلماء الانساب ولذكروه ، والا لما وصفوا عقب اسماعيل بالقلة كما قاله في (عمد) هم قليلون. كل هذه اشكالات على البحرين والله أعلم)].

ثم يقول في صفحة (449) ما نصّه: [(ومنذ أن صدرت الطبعة الاولى لهذا المشجر ولحد هذه السنة (1423)هـ ، لم أعثر على اي مصدر قديم يذكر أن عبد الله بن اسماعيل بن الامام الكاظم (ع). فلم يكن بوسعنا الا العمل برأي ابن شدقم في (تز) الذي قال ان عبد الله هو ابن اسماعيل بن ابراهيم الاصغر بن الامام الكاظم (ع). لذا يكون اعتمدنا في تدوين السادة البرزنجية لا زال قائماً على البحرين المشار لهما مع اضافة واسطة هي (ابراهيم الاصغر) معتذرين عن الشيخين الجليلين بأن ابراهيم الاصغر قد سقط من قلم اقدمهما تأليفاً والثاني تبع الاول ، ولا ضير في ذلك. والتحقيق يقتضي العمل بهذا الرأي ، لذا نرجو ممن يتبعنا في الرأي بهذه المسألة ان يضع (ابراهيم الاصغر) بين اسماعيل والامام الكاظم (ع) حتى يستقيم المعنى ويصح الاتصال من دون همز ولمز)] !!!



وإزاء ما نقرأه من منطق متهافت ومنهج غير علمي في تناول النسابة حسين ابو سعيدة لنسب البرزنجية لا نملك الا ان نقول (لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم) و(حسبنا الله ونعم الوكيل) ، ثم نبين اهم مواضع الخلل والتهافت فيما ذكره ابو سعيدة ، وهي:

* يتضح ان رأي ابو سعيدة هو رفض النسب بإنتساب البرزنجية الى (اسماعيل بن الامام موسى الكاظم عليه السلام) لأنه لا يراه صحيحاً. ولكنه اقترح تحريفاً فيه بإدخال اسم ابراهيم على النحو المذكور بغية تصحيحه كما توهم !

* لم يذكر ابو سعيدة سنة تأليف هذين الكتابين الذين اطلق عليهما اسم "البحرين" ! ولم يذكر شيئاً عن حال مؤلفيهما وهل هما معلوما الحال ام مجهولاه. وإن كانا مجهولا الحال فيما يبدو فكيف سوّغ لنفسه الاعتماد على روايتهما وتوثيقها !!؟

* قد ذكرنا في موضع آخر أن كتاب (تحفة الازهار) لأبن شدقم والذي اشار ابو سعيدة له برمز (تز) فيه أخطاء كثيرة وكثر فيه الكلام والتجريح ، ولا يصلح ان يكون مصدراً مستقلاً للنفي أو الاثبات. وابن شدقم نفسه يصرح في مقدمة كتابه بقصوره وتوهمه في ترتيب الاسماء والقصص فيقول: (( وفي سنة 1069 رأيت الموسوي الحسيني الكربلائي شجرة قديمة جامعة شاملة لنسل السبطين الحسن والحسين ـ عليهما السلام ـ قد ذيلهما بما حدث معه مصنفها ، فدونتها ، وربما حصل مني سهو في ترتيب الأسماء والقصص لكثرة تشعبها)).فكيف يصح أن يعتمده ابو سعيدة ويستند اليه وحده !

* ظن ابو سعيدة ان مؤلف احد البحرين قد اطلع على مؤلف الاخر ونقل عنه ، ولا يوجد دليل أو قرينة على هذا الظن ، إنَّ الظن لا يغني من الحق شيئاً ، ومتى كانت انساب العلويين تؤسس على الظن !!!!!!!!!!!!

* وعلى فرض ان مؤلف احد البحرين قد اطلع على مؤلف الاخر ونقل عنه فهذا يعني ان هناك مصدراً واحداً لنسب البرزنجية هو احد البحرين وليس مصدرين كما زعم ابو سعيدة في بداية كلامه ! مما يضعف حجة البرزنجية في انتسابهم المزعوم بصورة أكبر مما هي عليه من ضعفٍ أصلاً.


* توهم حسين ابو سعيدة بان تحريفه للنسب المزعوم البرزنجية بإدخال اسم (ابراهيم) على النحو المذكور ، فيه حل لإخراج نسبهم من البطلان الى الصحة !! وليس الامر كذلك ، فقد تغافل ابو سعيدة عن حقيقة انه حتى (اسماعيل بن ابراهيم الاصغر بن الامام موسى الكاظم عليه السلام) لم يكن لديه ابن معقب اسمه "عبد الله" ، وهو النسابة الخبير بالانساب كان يمكنه مراجعة المصادر التالية بكل يسر ليتبين منها تهافت مقترحه بتحريف النسب المزعوم على النحو الذي ذكره !

* فمن المصادر التي تعارض مقترح حسين ابو سعيدة وتفضح تهافته هي:

1. في عمدة الطالب لأبن عنبة الحسني نقرأ ما نصّه: (وقال أبو عبد الله بن طباطبا: أعقب ابراهيم المرتضى من ثلاثة موسى وجعفر واسماعيل. ثم قال: والعقب من اسماعيل بن ابراهيم بن الكاظم عليه السلام في رجل واحد وهو محمد ومنه في جماعة).
2. في المشجر الكشاف لأبن عميد الدين النجفي ينقل نفس رأي ابن طباطبا المذكور آنفاً.
3. في الشجرة المباركة للفخر الرازي: (وعقب اسماعيل من رجل واحد اسمه محمد ويدعى الشريف).
4. في التذكرة لأبن مهنا العبيدلي نجده يذكر في مشجره اسم (محمد) كأبن وحيد لإسماعيل بن ابراهيم بن الامام موسى الكاظم (عليه السلام).
5. في الدر المنثور للنسابة جعفر الاعرجي : (واسماعيل بن ابراهيم يقول ابن طباطبا أولد من محمد ومنه في جماعة).
فأبو سعيدة لم يحل المشكلة بمقترحه المبني على الظن !! فالظن بحد ذاته مشكلة تحتاج لحل ! يضاف له أنَّ مقترحه يؤدي الى نفس النتيجة وهي القول ببطلان النسب العلوي المزعوم للبرزنجية لأن (اسماعيل بن ابراهيم الاصغر بن الامام موسى الكاظم عليه السلام) وكذلك (اسماعيل بن الامام موسى الكاظم عليه السلام) لم يكن لدى اي منهما أبن معقب أسمه (عبد الله).

فـائــدة:
المصادر التي رمز حسين ابو سعيدة لها بالرموز (مجد + طق + عمد + تذ + تز + صحا + سج + كشص) هي:


مجد : المجدي في النسب للعمري.
طق : الاصيلي في الانساب لأبن الطقطقي.
عمد: عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب لأبن عنبة الحسني.
تذ: تذكرة الانساب لأبي مهنا العبيدلي.
تز: تحفة الازهار وزلال الانهار لضامن بن شدقم.
صحا: صحاح الاخبار في نسب الفاطمية الاخيار لمحمد سراج الدين الرفاعي.
سج: سراج الانساب لأحمد بن محمد بن عبد الرحمن.
كشص: المشجر الكشاف لأصول السادة الاشراف المسمى بحر الانساب المحيط لأبن عميد الدين النجفي وتعليق محمد مرتضى الزبيدي.
وجميعها تنفي ان يكون لـ (اسماعيل بن الامام موسى الكاظم عليه السلام) أبن معقب أسمه "عبد الله". ونضيف لها:

ـ سر السلسة العلوية لأبي نصر البخاري.
ـ جمهرة انساب العرب لأبن حزم الاندلسي.
ـ الدر المنثور لجعفر الاعرجي.